بوابة الخليج العربي
صُمّمت شبكة السكك الحديدية في السلطنة لتربط المدن والسكان والمشاريع التجارية والصناعية حول البلاد بشبكة واحدة تحملنا إلى آفاق جديدة من الرخاء والازدهار وتفتح الباب أمام فرص التنمية الاقتصادية. وعند ربطها بشبكة السكة الحديدية الخليج، ستكون الشبكة العُمانية عمادًا للتكامل الإقليمي بين دول مجلس التعاون وبوابةً رئيسية للسفر والتجارة بين مختلف دول المنطقة، من الإمارات العربية المتحدة إلى اليمن.
والغاية المرجوة من هذه الشبكة هي تمكين قطاع اللوجستيات في السلطنة، وتطوير التجارة الخارجية في عُمان لتصبح مساهمًا رئيسيًا في الناتج المحلي الإجمالي من خلال ربط كبرى موانئ السلطنة مع الأسواق الرئيسية في دول الخليج العربي.
سكك الروابط الخليجية
شهدت دول مجلس التعاون الخليجي تقدّمًا مذهلًا على كافة الصعد في العقود الثلاثة الماضية، فتحوّلت من بلدان ذات اقتصادات متواضعة طامحة إلى دولٍ تتمتع باقتصادات متقدّمة ومجتمعات عصرية وقاعدة سكانية شابة ومتنامية.
خلال رحلة التحوّل هذه، دخلت إلى دول الخليج شركات ومشاريع ضخمة ترافقت مع التوسّع الحضري والعمراني المتسارع، ما أنتج ارتفاعًا سريعًا للطلب على البنى الأساسية للنقل واللوجستيات ومنها الطرق والموانئ والمطارات. فبات واضحًا أن الحلول التقليدية التي تستند إلى شبكات الطرق وحدها لم تعد تكفي لاستيعاب الضغط الحالي والمستقبلي أو لسدّ احتياجات المنطقة في ظلّ تعاظم وتيرة النمو الاقتصادي والتجاري. لذا سارعت دول المجلس لإعداد شبكة شاملة تجمع أنظمة النقل المختلفة ضمن منظومة واحدة متسقة قادرة على تمهيد الطريق لأعوام قادمة من الطلب السكاني على النقل الداخلي، والطلب التجاري على الشحن الخارجي.
وسرعان ما استبقت سلطنة عُمان هذا الحراك والتغيّر في الطلب، فوضعت استراتيجيتها اللوجستية وسياساتها التنموية التي تتمحور حول الاستفادة القصوى من موقعها الجغرافي الاستراتيجي كونها بوابة بحرية وبرّية حيوية لمنطقة الخليج، تفتح مسارات سريعة ومباشرة إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب غرب آسيا.
فاعتمدت عُمان نموذجًا مركّبًا للنقل يقوم على تطوير مختَلف وسائل النقل البرّي والبحري والجوّي مستفيدةً من موانئها التجارية المتطوّرة، ودعمتها بخط لإنشاء شبكةٍ مدروسةٍ من السكك الحديدية التي تؤمّن نقلًا سريعًا ومنتظمًا للمسافرين والبضائع إلى أبرز الأسواق والمدن الاقتصادية والصناعية في شبه الجزيرة العربية. فأنشأت منظومة نقلٍ متكاملة تضمّ ثلاثة موانئ مياه عميقة، وميناءين صناعيين كبيرين، وخمسة مطارات دولية، وشبكة طرق حديثة، ستُستكمل بأكثر من ألفي كيلومترٍ من السكك الحديدية لتمنح السلطنة أفضلية تنافسية مميّزة تعزّز مكانة عُمان واقتصادها في المنطقة والعالم.
وتحقيقًا للطموحات الإقليمية المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي، صُمّم مشروع السكة الحديدية الخليجية بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول وضمان النمو المستدام لاقتصاداتها وتطوير التجارة الخليجية البينية والدولية من خلال تسهيل حركة البضائع وابتكار حلول نقلٍ تدعم مختلف القطاعات والصناعات في المنطقة.